قالوا عن الميثاق: فضيلة الشيخ الدكتور محمد عمار المراد -حفظه الله-
** فضيلة الشيخ الدكتور : محمد عمار المراد — حفظه الله تعالى — ابن شيخنا فضيلة الشيخ العالم الرباني ، والمربي الكبير : الشيخ سعد المراد من كبار شيوخ مدينة حماة — رحمه الله تعالى ، وجعله في عليين —
الحمد لله الرب الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم نحمده تعالى على ما أسبغ به من النعم وصرف من النقم وعلى ما وفق له العلماء العاملين من القيام بحق ربوبيته والدعوة إلى سبيله الأقوم وعلى ما أيدهم به من الحجج والبينات والهدى والعلوم والحكم…
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد المرسل بالهدى ودين الحق إلى الجن والإنس والعرب والعجم، وعلى آله وأصحابه السائرين على سبيله والمتبعين لآثاره في سيره الى الله تعالى قدما بعد قدم، وبعد:
ففيما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (العلماء ورثة الأنبياء) في أفعالهم وأقوالهم هدى للمؤمنين ورضا لرب العالمين وتشييدا لقواعد الدين ونشرا لمعالم اليقين فبهم يحفظ الله على الأمة أمر دينها ويقوي دعائم يقينها يخلف الأول منهم الآخر، ويتبع السلف منهم الخلف خص الله بهم هذه الأمة المكرمة لأنه ليس بعد نبيها نبي ولا بعد رسولها رسول وقد أعطى الحق سبحانه هذه الأمة الكريمة عليه بكرامة نبيها صلى الله عليه وسلم أن يبعث لها ويخرج فيها وخاصة إذا ماجت بها الفتن، وابتعد الخلق عن الوسطية والقواعد الشرعية المرعية والمستنبطة من الكتاب والسنة، وتحكمت بها الأهواء والمصالح والنظرات الضيقة وانفرد الكثير منها بإصدار الفتاوى والأحكام والاستبداد بالرأي، وعدم وضوح الحق والتأويل الفاسد للنصوص وإنزالها في غير مكانها، فمن رحمة الله تعالى أن يخرج لهذه الأمة بعد ضياع من يعيد لها التوازن والفهم الصحيح، وإظهار ما انطمس من معالم ونصوص، ليبعث للدين رونقه وجدته، وليتذكر أولوا الألباب فإن الذكرى تذكير للعاقل وتنبيه للغافل.
ومن هؤلاء العلماء الربانيين والدعاة المنورين فضيلة شيخنا وأستاذنا وحبيبنا ووالدنا الجليل الأستاذ الدكتور: محمد أبو الفتح البيانوني -حفظه الله تعالى- وأدامه ذخرا للإسلام والمسلمين، الذي لم يأل جهدا في الذب عن الشريعة المطهرة والدعوة لها بالحكمة والموعظة الحسنة، وتبيان أحكامها وجمع كلمة الأمة على أصولها ومبادئها، وسعيه الحثيث للتوافق على ميثاق دعوي عالمي يعيد التوازن والنصاب للسلوك والقول والفعل والفتوى إلى نصابها بين أهل العلم خاصة، والمسلمين عامة، وقد شرفني فضيلته بالاطلاع على هذا الميثاق المبارك، وطلب الرأي والملاحظة إن وجد للأمانة والعلم، لأنه دين مع أنني تلميذ من تلامذته، بل أَعدُّ نفسي ابنا من أبنائه، وهو حسن ظن بي من فضيلته ولكنها أخلاق النبوة بالتواضع والتعليم .
ولقد وجدت في هذا الميثاق بعد الاطلاع الجاد المناسب لقصوري وحدودي ضرورةً في عصرنا الراهن، وواقعنا المؤلم كضرورة الهواء للرئتين، وكالدواء للمرض العضال …
وإن كان ما كتبتُ لا يفي بالمقام والمكانة بالحقيقة التي يجب أن يستحقها هذا الجهد الجبار المبارك من جنابه الكريم.
وعلامات التوفيق الإلهي واضحة في جنبات حروفه وكلماته وتفصيل بيانه.
وأعتقد أن ما لقيه بيان الميثاق من مباركة وشكر وإعجاب وقبول وشكر وتقريظ من رجال فكر وعلم وصلاح، يفوق قليل حروف كلماتي، إذ أن بضاعتي مزجاة، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه، فأقول وبالله التوفيق لشيخنا الجليل:
أيدكم الله بروح القدس، وبارك لكم في عمركم ووقتكم، وجزيتم خيرا على ما بذلتموه من جهد وصدق وإخلاص وتفان في سبيل الله بالدعوة إليه، والذود عن حياضه، وتحمل مسؤولية البيان الذي أخذه الله على عاتق الأنبياء والمرسلين، ومن بعدهم العلماء الربانيون أمثالكم.
سددكم الله وأعانكم وزادكم فتحا ونصرا وبيانا…
سددكم الله وأعلى درجاتكم في عليين وأدام فضلكم على الأمة أجمعين، وأطال عمركم في الذود عن حياض شريعة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
لا تنسونا من دعائكم شيخنا الجليل.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى